بـــــــــــــــــــــلاتر بــــــــــــــــــــــــــن شــــــــــــــــــــــــــــــداد
كنا دائماً نريد أن نقلد الاتحادات الأوروبية والدولية في نظامهم واحترافيتهم لكن يبدو ان دول العالم الثالث اوصلت الشاي بالياسمين الى اقوى مؤسسة على الأرض وهي الاتحاد الدولي.
مصائب الإتحادات الأوروبية لم تتوقف في السنوات العشرة الأخيرة فبعد مأساة اليوفنتوس في ايطاليا والتحكيم الألماني المتهم بالرشوة وايقاف حكام اسبان ويونايين للسبب ذاته، انتقل الشاي بالياسمين الى اروقة الفيفا.
فكلنا نعرف ولو بدون ادلة دامغة عن فساد الإتحاد الأفريقي وفضائح حكامه والتنظيم الخاص به ونعيشها كجماهير مع كل رحلة للأهلي في الخارج. لكننا دائماً ما كنا نلتمس العذر لأن "اللي ما يعرفش يقول عدس" فاللعب في أفريقيا لا يشابهه أي قارة سواء من نقص الإمكانيات أو الخطورة الأمنية أو قلة الوعي فكل شيء وارد.
ومنها في العام الماضي تفجرت انباء صحفية عن فضيحة مالية "للكوماندا" عيسى حياتو في قبول رشاوي لتجيير أصوات الاتحاد الأفريقي في اختيار الدول التي ستستضيف كأس العالم بداية من 2014 الى 2022. وقد وضع في قفص الاتهام مع حياتو رئيس الاتحادات البرازيلية ريكاردو تيكسيرا وأحد اعضاء لجنة كأس العالم 2014 في البرازيل ومعه نيكولا ليوز رئيس كونفدارلية أمريكا الجنوبية.
لكن يبدو أن الشاي بالياسمين "عمل عمايله" وتم حفظ القضية بالرغم من تأكيدات الصنداي تايمز على تملكها مستندات وتسجيلات وأرقام الرشاوي التي تسلمها المسؤولون، ورمت الفيفا للإعلام فكرة أن السبب هو محاولة ضغط الإعلام الإنجليزي من أجل الفوز باستضافة كأس العالم. ورد حياتو الجميل لبلاتر بمساندة كاملة في انتخابات رئاسة الفيفا أمام بن همام.
وتكتمل الفضائح بايقاف 4 اعضاء من "عتاولة" الفيفا، وتفوز روسيا بـ2018 وما أدراك عن قوة المافيا الروسية العالمية، وجاءت قطر للفوز بأول كأس عالم عربي في 2022. ويبدو أن محمد بن همام لم يدرك صحة مقولة أن "جوزيف بلاتر" هو أقوى رجل في العالم بشهادة الجميع. فالفيفا هي اقوى مؤسسة اقتصادية على الأرض وستحتاج أكثر من دعم قناة "الجزيرة" لتصل للقمة.
ولمعرفة سلطة بلاتر "بن شداد" فهذا الرجل فرض على رئيس نيجيريا العودة عن قراره بحل اتحاد الكرة، ولغى موعد طلبه باراك اوباما وساركوزي لأنه "مش فاضيلهم" وقيل أن دايفيد كاميرون رئيس حكومة بريطانيا تمنى لقائه في كأس العالم جنوب افريقيا 2010 ولم يستطع. وعند اتهامات بالرشاوي من الحكومة السويسرية لبلاتر تم اغلاق الملف بعد شهور وتم طرد سكرتير الفيفا "زين رفينين" الذي أمد الحكومة السويسرية بالملف بعد تصريح صحفي من بلاتر بأنه يفكر في نقل مقر الفيفا الى موناكو.
وفي الأسبوعين الماضيين حاول بن همام ونائب الفيفا جاك وارنر مواجهة "المعلم" بلاتر في المنافسة على زعامة الفيفا التي هي أهم وأكثر سلطة من رئاسة الولايات المتحدة، فبدأت الفضائح تنهال على الجرائد بقضايا الشاي بالياسمين، وصرح بن همام بأنه مستمر في الطريق حتى النهاية امام بلاتر، فزادت المصائب باتهامات بالرشوة ادت الى ايقاف بن همام ووارنر قيد التحقيق وبراءة بلاتر "كالعادة".
ورفع بلاتر من وتيرة الضغط باللعب بورقة ملف قطر 2022 بتسريب بعض الحقائق، ويبدو أن هذا كان كافي لينسحب بن همام من أمامه واضعاً أسباباً دبلوماسية لم تعد تخفي على أحد حقيقة الواقع أو ما يحدث. وبالأمس انهى بلاتر القضية بقوله بأن قطر فازت بشرف وأن مشاكل الفيفا سيتم حلها داخليا، فبن همام "جاب وراء" وانتهت اللعبة لبلاتر مع انها كانت الأعنف والأكثر تجريحاً لمصداقية الفيفا طوال تاريخها، الا أنه نجح بحنكة السنين وخبرته في اعداد "الشاي بالياسمين" بانهاء الأمر لصالحه والفوز بقيادة الفيفا للمرة الرابعة على التوالي.
للأسف لم يعد هناك شيء اسمه رياضة شريفة، فمنذ دخول المال والإقتصاد اروقة كرة القدم دخل معها "الشاي بالياسمين" حتى وصل الى رأس الهرم...ولا يمكننا أن نستغرب اذا وصل الى رئاسة الفيفا في يوم شخص يدعى "مرجان أحمد مرجان".