ماذا يخبئ السير هذه المرة؟

الحديث عن مدرب مثل السير اليكس فيرجسون طويل وممتع فهو احد الشخصيات القليلة في عالم كرة القدم التي ظلت لسنوات طويلة تواصل الاداء والعطاء والانجازات بلا تراجع او انكسار.

وقد يكون العجوز الاسكتلندي افضل من يكتب مذكراته بخلاف الكثيرين هذه الايام والذين نراهم في مختلف المجالات يكتبون مذكراتهم ويصفون تاريخ حياتهم الذي لم يتعد عدد اصابع اليد الواحدة بينما لو اراد السير ان يفعل ذلك فإنه سيسطر اروع القصص والمواقف التي مرت طوال مسيرته التدريبية الحافلة بالمواقف والانتصارات فتارة نراه يفوز بدهاء تكتيكي يفشل الخصوم في فك رموزه وتارة يشن حرب تصريحات تجعل الخصم يبعثر اوراقه ويضيع قبل الدخول الى المواجهة وامور كثيرة كان فيرغسون يتميز بها ويصنع بها مجد الشياطين الحمر.

فيرجسون تميز عن سائر المدربين لانه كان دائما محط قبول ادارة النادي والجماهير وهي صفة نادرا ما يستطيع اي مدرب ان يحوزها لان مهمة التدريب هي الاكثر عرضة للنقد في عالم كرة القدم ودائما ما يكون المدرب هو الشماعة التي تعلق عليها اسباب الخسارة سواء من اللاعبين او الادارة او الجمهور ولكن فيرجسون كان قادرا على التغلب على كل هذه الصعاب بتحقيق النصر والحصول على البطولات ولا يستطيع اي مشجع لمانشستر يونايتد ان يعلن عن عدم رضاه عن السير.

مر اليكس فيرجسون على عدة محطات مع فريقه مانشستر يونايتد واعتبرها الكثيرون هي نهايته او نهاية شهر العسل مع الشياطين ولكن فيرجسون كان دائما ما يخيب ظنهم ليعود من جديد وبشكل جديد وبروح متجددة لكي ينتزع النصر وينال الالقاب والمديح.

وكانت احدى هوايات فيرجسون المفضلة هي صناعة النجوم التي كانت تحقق له الانتصارات وابرز الاسماء التي مرت وخرجت على يديه كان اللاعب الانجليزي المعروف ديفيد بيكهام والذي بإقدامه الذهبية حصد مانشستر يونايتد البطولات والثلاثية الشهيرة التي اعطت فيرجسون لقب السير من ملكة انجلترا وتأتي رياح التغيير على الفريق ويخرج بيكهام بعد خلاف مع مدربه ليلعب في فريق الاحلام المدريدي ويسن الجميع سكاكينه معلنين بداية سقوط المان ومدربه الخبير ولكن فيرجسون عاد ونهض وبأسماء جديدة ونهج جديد ليعود فريقه الى منصات التتويج وعاد وفعل نفس الفعلة مع فان نستلروي الهداف الهولندي الخطير الذي علا اسمه في سماء ملعب الاولد ترادفورد لينتقل بعدها الى ريال مدريد كما فعل بيكهام ويراهن حساد فيرجسون من جديد على انها بداية السقوط للسير لكنه عاد مرة اخرى ليكون اقوى من السابق ويتوج فريقه بلقب لدوري الابطال للمرة الثالثة في تاريخ النادي والثانية في تاريخ مدربه الرائع وكذلك مارس هوايته في السيطرة على بطولة الدوري الانجليزي التي وصل بها الى رقم ليفربول القياسي بثمانية عشر لقبا.

البرتغالي كريستيانو رونالدو كان الاسم الجديد الذي ابرزه فيرجسون وصنع به الانتصارات ولكنه اكمل نهج سابقيه وانتقل الى نفس الفريق الذي انتقل اليه بيكهام وفان نستلروي من قبل وهو ريال مدريد لتلوح في ذاكرة مشجعي المان ما حصل في السنوات الماضية.

وباقتراب انطلاقة الدوري الانجليزي بدا الجميع يترقب ويسال ماذا سيفعل فيرجسون هذه المرة؟

هل يخبئ المدرب العتيد شيئا لخصومه واسماء جديدة تتألق كما تألقت اسلافها ام ان جعبة السير ستكون خالية الوفاض؟

قد يفتقد الكثيرون في الدوري الانجليزي هذا الموسم بصمة الجناح البرتغالي الطائر رونالدو والذي حمل على كاهله في السنوات الماضية مسؤولية قيادة الشياطين الى الانتصارات ولكن مانشستر يونايتد بالتأكيد لن تتوقف مسيرته عند رحيل نجم من نجومه وان لم تكن تعاقدات الفريق هذه الموسم قد اضافت الى خط الوسط الذي سيعاني فراغا من دون رونالدو ولكن وبالتأكيد فإن جماهير الشياطين الحمر لن يقلقوا على مدربهم والذي صار الاسم الاوحد في تاريخ مانشستر يونايتد.

لما نشوف بكره المان هيعمل ايه