إذا كان هناك لاعب يمثل القيم الحقيقية لبرشلونة فهو بيدرو...
ذلك اللاعب الذي كان تحت قيادة بيب جوارديولا في القسم "ب" (او الفريق الرديف) منذ موسمين، لكنه تمكن بفضل حماسه وموهبته في إحراز الأهداف من الوصول إلى الفريق الأول عندما أصبح جوارديولا المدرب. ومنذ ذلك الحين وهو يتألق ويسجل الاهداف في جميع البطولات التي لعبها برشلونة في العام الماضي، وبالتالي أصبح تييري هنري اكثر منه احتياطيا، بعدما استولى بيدرو على مكانه الاساسي. ويكفي أن نعرف أن ميسي وحده هو الذي فاق بيدرو في الرصيد التهديفي في جميع البطولات... ناشئ موهوب قادم من الصفوف الخلفية ومتعطش للبطولات... ذلك هو بيدرو وذلك هو برشلونة، الذي تنتظره مباراة حاسمة في اياب دور الـ16 من دوري أبطال اوروبا ضد شتوتغارت الالماني غداً... "موقع سوبر" التقى النجم الاسباني الصاعد وكان له معه هذا الحوار:
أبدأ كلامي بالإشارة إلى قصة قرأتها في إحدى الصحف اليوم عن الكيفية التي تقدمت بها حتى وصلت إلى الصف الأول، رغم أنه كان هناك وقت بدا فيه أن النادي لن يعول عليك كثيرا...
هذا صحيح، ففي العام الثالث لي مع برشلونة كنت ألعب في فريق الشباب لكننا تعرضنا للهبوط، وبالتالي كان العديد من اللاعبين في طريقهم للرحيل عن النادي وكنت من بينهم. لكن تغير الأمر عندما جاء المدرب الجديد (جوارديولا) وبدأنا مجددا. وقرر جوارديولا الاعتماد عليّ ولا زال كذلك حتى الآن...
للثقة دور كبير في عالم كرة القدم، سواء كانت الثقة بالنفس أو ثقة المدرب في قدرات اللاعب...
نعم أعتقد أن الثقة من الأمور التي لا غنى عنها بالنسبة لأي لاعب، لأنه مع مواصلة اللعب وانتهاز الفرص ومع كل مباراة تزيد ثقة اللاعب بنفسه، ويساعد على تنامي هذه الثقة محاولة الفريق ككل تحسين الأداء.
من الصعب للغاية على لاعب صغير السن الوصول إلى القمة، فهل يمكن القول أن سير الظروف كان مصدر مساعدة كبيرا لك ومن أهمها بالطبع وجود بيب جوارديولا؟
نعم هذا أمر مؤكد، فمنذ اللحظة الأولى بعد وصوله، منحني جوارديولا ثقته التامة وأتاح لي فرصة اللعب في الفريق الأول، فشاركت في المزيد من المباريات وبالتالي زادت خبرتي وارتفع مستواي، لذا فإنني سأظل ممتنا لهذا الرجل على الدوام.
ما طبيعة العلاقة بينك وبين جوارديولا؟ وكيف ساعدك على الوصول إلى الفريق الأول بعد أن كان مدربك في فريق الشباب؟
قدم لي جوارديولا المساعدة بشتى الطرق، وهو لا يبخل أبدا بمجهوده في شرح فكره وما يريده مني على أرض الملعب، وأنا دائما أبذل قصارى جهدي كي أنفذ الدور الذي رسمه لي كي أقدم شيئاً لهذا الفريق العظيم.
دائما يراك الآخرون اللاعب الهادئ رابط الجأش خاصة عند تسجيلك الأهداف، كيف تصنف نفسك؟
أعتقد أنني ما زلت في مرحلة التعلم والتكيف مع الفريق الأول ومع زملائي من اللاعبين. وأعتقد أن هذه هي المقدمة الطبيعية لتنامي الثقة التي ستساعدني على تسجيل المزيد من الأهداف، وهو ما يحدث الآن حيث إنني أشعر بزيادة ثقتي بنفسي يوما بعد يوم.
يعد إحراز الأهداف أهم مسؤولياتك، لكن هل يمكننا القول أنك فاجأت نفسك قبل الآخرين بعدد الأهداف التي تحرزها؟
نعم، لأنني في الموسم السابق لم أحرز هذا العدد الكبير من الأهداف، بل كان دوري يتركز أكثر على صناعة اللعب، لكنني هنا أود الإشارة إلى أن الفضل يرجع إلى زملائي في الفريق الذين يلعبون هذه التمريرات الرائعة وما يكون عليّ بعدها سوى وضع الكرة في الشباك.
أنت أول لاعب في تاريخ برشلونة يحرز أهدافا في جميع البطولات الست، فما الذي يعنيه ذلك لك؟
بالطبع يعني الكثير... تحقيق هذا الإنجاز يزيدني فخرا وسعادة، خاصة أن ذلك حدث في أول سنة لي مع الفريق، ما يزيد من حجم الإنجاز. ويجب عليّ الآن مواصلة الجهد من أجل الاحتفاظ بالمستوى الذي وصلت إليه.
انضممت إلى برشلونة في عام 2004 من تنيريفي، وبعد 4-5 سنوات تحتفل بالفوز في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، يبدو أنها كانت رحلة رائعة تلك التي شهدتها السنوات الأخيرة...
نعم، وأخص من هذه السنوات، السنتين الأخيرتين حيث تغيرت الأمور بسرعة لم أكن أتخيلها، فعندما التحقت بالنادي كان أملي الوصول إلى الفريق الأول لأكون واحدا من هؤلاء اللاعبين العالميين، لكن الحقيقة أن ذلك أمر صعب ومعقد للغاية. لكنني تمكنت من بلوغ هدفي وتحقيق جميع أحلامي، ما جعلني سعيدا وراضيا بما وصلت إليه.
كيف كان نهجك خلال هذه الرحلة الصعبة؟
ببساطة كنت دائما أتقبل أي شيء وأعمل بجهد في التدريبات، وفي المباريات كنت أحاول الحفاظ على هدوء أعصابي.
جاء العديد من زملائك في الفريق من أكاديمية برشلونة للشباب (لا ماسيا)، فهل هذه القدرة على التعامل بهدوء مع الضغط من الأمور التي تتعلمونها هناك؟
نعم، وقد ساعدني ذلك وجعلني على درجة جيدة من الاستعداد الذهني والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة. فبالنسبة لنا، وبالنسبة لي أنا على وجه الخصوص، كان علىّ التكيف بدرجة كبيرة في السنة الأولى كي أصل إلى هذه الدرجة من القوة الذهنية، وهذه القوة هي التي تساعد اللاعب على بلوغ القمة.
في اعتقادك، ما السر وراء هذا النجاح الكبير لـ"لا ماسيا" والتي قدمت 8 لاعبين إلى الفريق الأول؟
أعتقد أن كل شيء في الأكاديمية يسير على ما يرام، بدءا من المستوى الأدنى فما فوق، لكن الأمر الذي أود أن أشير إليه هو أن الأكاديمية تمنح اللاعبين العديد من الفرص حيث يتسنى للاعبي فريق الشباب اللعب فترات أطول مما يدعم ثقتهم بأنفسهم وهو أمر أساسي بالنسبة للاعب كرة القدم. والنتيجة الطبيعية لذلك هم هؤلاء اللاعبون الرائعون هنا في برشلونة.
من الواضح أن لدى جوارديولا ثقة كبيرة بك ولا يتردد في الدفع بك في مراكز مختلفة، فتارة نجدك على الجناح الأيسر ثم الايمن او مهاجماً ثانياً او مهاجماً رئيسياً... فهل لديك مشكلة في تغيير مركزك حسب تعليمات المدرب؟
لا، ليست لدي أدنى مشكلة في ذلك، فأنا أجيد اللعب في الجناحين بنفس الدرجة، وقد لعبت في مركز الجناح الأيسر مرات عدة. والمدرب يعرفني جيدا ويعرف إمكاناتي وفي أحيان كثيرة يدفع بي في الجناح الأيسر وهو مطمئن، وفي هذه الحالة يكون تركيزي على أداء دوري كما تعودت دوما، لكن ليس معنى ذلك أنني أقدم الأداء المنتظر على الدوام، ففي بعض المباريات قد ينخفض المستوى بعض الشيء.
في المرات التي تلعب فيها في مركز الجناح الأيسر، يكون ذلك في الغالب على حساب تييري هنري... ذلك النجم الذي فاز بكأس العالم وحصد الكثير من البطولات. فكيف تتعامل مع هذا الموقف وهل يؤثر ذلك على علاقتك الشخصية به؟
لا، على العكس تماما، فأنا أجد من هنري معاملة طيبة للغاية وقد وجدت فيه دائما الناصح المخلص الخبير. وإنني على يقين من أن هنري سيظل دائما اللاعب العظيم... اللاعب السوبر كما كان دائما. كما أعتقد أنه سيكون له دور مؤثر في الكثير من مباريات برشلونة المقبلة وسيحرز الكثير من الأهداف.
من بين جميع الأهداف التي أحرزتها في الموسم الماضي، ما الهدف الذي تعتز به أكثر من غيره؟ هل هو الهدف الذي أحرزته في مرمى ألميريا، أم الهدف الذي جعل جوارديولا يبكي (في مرمى استوديانتس في بطولة كأس العالم للأندية)، أم ماذا؟
أعتقد أن الهدف الذي أحرزته في مرمى استوديانتس كان أفضل أهداف الموسم الماضي، أما من حيث الأهمية فالهدف الذي أحرزته في مباراة الكأس السوبر الأوروبية في شباك موناكو بالإضافة إلى هدف أبو ظبي يأتيان في مقدمة أهدافي.
ما رأيك في إبراهيموفيتش؟ وهل تعتقد أنه يقع تحت ضغط نفسي كبير وهو يحاول إظهار قدراته؟
لا أعتقد ذلك، فقد بدأ إبراهيموفيتش مع الفريق بشكل قوي للغاية وتعوّد بسرعة على أسلوب اللعب وإيقاعه، ما ساعده على إحراز الكثير من الأهداف، وبالتالي فإنني أتوقع أن يصبح إبراهيموفيتش من أهم اللاعبين في برشلونة نظرا لما يتمتع به من قدرات ومهارات، فهو يستطيع الاحتفاظ بالكرة بشكل جيد للغاية سواء كان المرمى أمامه أو خلفه، كما أنه يتميز بدقة وقوة التصويب بالإضافة إلى إجادته لألعاب الهواء. إنه بحق اللاعب المتكامل.
يعد لويس إنريكي أحد اللاعبين العظام في تاريخ برشلونة، فكيف وجدته مدربا للفريق الثاني لبرشلونة؟
إنه شخص رائع، وعلى الرغم من أنه كان يطالبنا دائما بالمزيد من الجهد إلا أنه كان يركز أيضا على الجوانب الفنية والتكتيكية. نعم هناك اختلاف في الأسلوب بينه وبين جوارديولا لكن كلاهما يتمتعان بكفاءة عالية في التدريب، وأعتقد أن لويس إنريكي يحقق مع الفريق الثاني نفس الإنجازات التي يحققها جوارديولا مع الفريق الأول.
في الموسم الماضي الذي كان أول موسم لك مع برشلونة بدأت بداية رائعة، فما هي خططك للمحافظة على هذا الأداء؟ وما الذي قاله لك جوارديولا بشأن أهدافك هذا الموسم وفي المواسم المقبلة؟
يحاول جوارديولا دائما أن يغرس فينا روح التحدي والطموح حتى نستمر في حصد البطولات، ونحن بلا شك نرغب في مواصلة الانتصارات. وهو يشجعنا دائما على التركيز في كل مباراة على حدة مع الاحتفاظ بالهدوء والحرص على الفوز في أكبر عدد ممكن من المباريات حتى يبقى لقب كل من الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا في متناول أيدينا. لكنني أود الإشارة هنا إلى صعوبة تكرار إنجاز الموسم الماضي، لا سيما أننا خرجنا بالفعل من بطولة كأس أسبانيا على يد اشبيلية، وهو بالمناسبة فريق جيد للغاية.
لا يزال ريال مدريد يلاحق برشلونة وينافسه على صدارة الدوري، فما رأيك في الفريق الملكي؟ وهل تعتقد أنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التطور والتحسن في الأداء؟
يقدم ريال مدريد عروضاً جيدة للغاية، حيث تمكن في المباريات الأخيرة من تقديم أداء مقنع والفوز على منافسين أقوياء، اذا استثنينا دوري أبطال اوروبا. وأعتقد أن مدريد لن يخسر العديد من المباريات في الفترة المتبقية من عمر الدوري. أما نحن فعلينا المحافظة على قوتنا المعهودة والسعي وراء الفوز في كل مباراة على حدة مع عدم التفريط في النقاط قدر الإمكان حتى نكون في النهاية على رأس الجدول. وأعتقد أن ريال مدريد سوف يحتل أحد مراكز القمة في نهاية الموسم.
شتوتجارت يمثل عقبة أمام برشلونة في اياب دوري الأبطال، وقد لوحظ تحسن أداء الفريق بعد استلام كريستيان جروس تدريب الفريق...
أعتقد أن مباراة الاياب لن تكون سهلة على الإطلاق لأن أي مباراة في مرحلة خروج المغلوب في دوري الأبطال تكون دائما صعبة، ونحن حققنا نتجية جيدةن في الذهاب عندما تعادلنا 1-1، لكننا عازمون على التركيز في المرحلة المقبلة كي نتمكن من النهوض بتحدياتنا والوصول إلى المباراة النهائية.
ما طموحك الشخصي؟
أرغب في الفوز بأي بطولة نلعب فيها حتى وإن كانت تتضمن مواجهات قوية. كما أتمنى أن تظل الفرصة متاحة أمامي لإثبات قدراتي وهو أمر صعب بالطبع.
سؤال أخير: كيف وجدك الباحثون عن المواهب في برشلونة، هل كان ذلك من خلال وجودهم في المكان المناسب في الوقت المناسب؟
كانت هناك دورة دولية في تنيريفي وكنت ألعب ضمن الفريق الذي يمثل تنيريفي الجنوبية وتصادف ذلك مع وجود عدد من كشافي برشلونة الذين كانوا هناك لمتابعة لاعب آخر - من تنيريفي كذلك – كانوا قد أبدوا اهتمامهم به. لكنني قدمت أداءً طيبا في هذه الدورة واستطعت خطف الأنظار من الجميع، فما كان من الكشافين إلا أن يحضروني إلى هنا للاختبار، وسارت الأمور على ما يرام. وها أنا ذا... سعيد كل السعادة بالطريقة التي سارت بها الأمور.
المصدر
سوبر الامراتيه
الثلاثاء مارس 16, 2010 6:47 pm