خروج مبكر ومهين من الكأس أمام ألكوركون المتواضع، تلاه اقصاء أغرب من ليون الفرنسي في دوري الأبطال وهزيمة في لقاء الكلاسيكو بالليجا، كلها كانت مؤشرات أن الفريق يسير نحو طريق غير الذي رسمه بيريز له قبيل انطلاق الموسم.
كل هذه الاخفاقات جاءت على الرغم من اجراء بيريز لصفقات سيظل التاريخ يتذكرها على الصعيدين المحلي والأوروبي بالحصول على البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة والإسباني راؤول ألبيول وألفارو أربيلوا وشابي ألونسو.
وحاول رئيس النادي "التخلص" من صفقات أجرتها الادارة السابقة ولم يرغب بها، فرحل الهولنديان أرين روبين وفيسلي شنايدر، وكانت البداية مبشرة بنتائج جيدة في الليجا تحت قيادة المدير الفني الجديد مانويل بيليجريني حتى السقوط المهين أمام ألكوركون المتواضع الذي اكتسح الـ"ميرينجي" في كأس الملك برباعية نظيفة.
ومنذ هذا الحين بدأ بيليجريني في تقديم "لمسته" على تشكيلة الريال، والتي دشنها بوضع المخضرم راؤول جونزاليس على دكة البدلاء، واستغلال رونالدو في صناعة الأهداف للأرجنتيني جونزالو إيجواين أو احرازها بنفسه.
ولم يتألق من التعاقدات الجديدة والضخمة التي نفذها رئيس النادي سوى البرتغالي كريستيانو رونالدو، أما بنزيمة فلم يقدم أي شيئ يذكر جعله صديقا شبه دائم لدكة البدلاء، في حين أن كاكا تراجع مستواه بشدة، خاصة بسبب اصابة فتاق الرياضيين التي ألمت به.
والأمر الذي ميز ريال مدريد بشكل غريب طوال الموسم الجاري هو أنه قبل أي لقاء هام كان دائما ما يقدم أداءا قويا بل ومهرجانا من الأهداف، وهو الأمر الذي حدث قبل لقاء ليون في دور الـ16 وقبل مباراة مالاجا الأخيرة في الدوري.
كان بيريز يصب أمله الأكبر على بطولة دوري الأبطال، ولكن "لعنة دور الـ16"، الذي لم يتخطاه ريال مدريد منذ 6 سنوات كانت تقف بالمرصاد لرئيس النادي، ولكن ما زاد من أوجاع هذه المرة هو تبخر الحلم بلعب نهائي البطولة في معقل ريال مدريد "سانتياجو برنابيو".
ولم تقتنع الصحافة بالـ"حجج الدائمة" التي قدمها بيليجريني لتبرير الذي يحدث للفريق، في ظل كتيبة النجوم التي تعمل تحت إمرته، فتارة يتحدث عن تغيير فلسفة اللعب وأخرى عن العودة للكرة الهجومية.
وغطت سلبيات الموسم "ناصع البياض" الذي قدمه بيليجريني مع الريال على انجازات حققها النادي الملكي مع المدرب التشيلي مثل انهاء الدوري بعدد قياسي من النقاط في تاريخ النادي وهو 96 نقطة، أو احراز 102 هدف في الليجا.
ويبقى السؤال حائرا في ذهن فلورنتينو "هل العيب في بيليجريني؟ هل أتعاقد مع البرتغالي جوزيه مورينيو أم أصبر على المدرب الحالي؟ هل أعطيه فرصة لاكساب الفريق قدرا أكبر من التجانس"، في حين لن تظهر الاجابة إلا في الأيام المقبلة.